قد يتعجب الكثيرون لو علموا أن الأحداث المتعلقة باستخدام الدواء (كالأخطاء الدوائية والأعراض الجانبية للأدوية وسوء استخدام الدواء) هي من أكثر الأسباب المؤدية إلى الوفاة والمشكلات الصحية في العالم، أكان مكان حدوثها داخل المنشآت الصحية كالمستشفيات أو باستخدامها من المرضى أنفسهم في البيوت، وكثير من هذه الأحداث يمكن تلافيها بالتعرف على كيفية حدوثها، والتدريب والتعليم المستمر لأطقم الرعاية الطبية في علم الأدوية والسلامة الدوائية، وتقديم النصح والمشورة للمرضى للطرق المثلى لاستخدام آمن وفعال للدواء.
الأبحاث الصيدلانية في تخصص السلامة الدوائية ينبغي أن تكون أولوية في الفترة المقبلة، وذلك في ظل ما تم تداوله مؤخرا من أحداث مؤسفة عرضت أرواح أناس للخطر، وكان يمكن تلافيها، ببحث الخلل في آلية العمل داخل المنشأة الصحية والدورة الدوائية التي تبدأ أولا بتفكير الطبيب بالأدلة العلمية التي تثبت أن الدواء الذي سوف يوصف لمريضه سيكون في المقام الأول آمنا له في عمره وحالته المرضية وسيعطي أثره الدوائي الفاعل، وانتهاء بصرف الدواء من الصيدلية واستخدامه بواسطة المريض.
تحدث كثير من الأخطاء الدوائية في المستشفيات بسبب عدم التدقيق ومقارنة الأدوية التي توصف للمريض مع الأدوية التي يستخدمها بالفعل، مما قد يؤدي إلى نسيان إعطاء المريض بعض الأدوية المهمة، تكرار الأدوية، أخطاء في الجرعة أو تداخلات دوائية. عملية التدقيق هذه مهمة جدا وينبغي أن تتم في كل دواء جديد يضاف للمريض، أو حين يتم إعادة كتابة قائمة الأدوية، أو يحدث تغير في نوعية الخدمة التي تقدم للمريض أو انتقال المريض لمنشأة أخرى أو تغير الطبيب، هذه الأمور لا بد أن تراجع بواسطة الطبيب والصيدلي، ويمكن أن تكون مجالا خصبا للأبحاث الصيدلانية التي تساعد على تجويد الخدمة المقدمة والمحافظة على سلامة المرضى.
كنت قد أجريت مؤخرا بحثا عن الأخطاء الدوائية والأعراض الجانبية للأدوية في مستشفيات محافظة جدة الحكومية، وتوصلت فيه أن ستين بالمائة من الأطباء والصيادلة والممرضين الذين قدمت لهم محاضرات عن السلامة الدوائية، قد شاهدوا أخطاء دوائية حدثت بواسطة زملائهم في العمل، وبالمناسبة بعضهم أقر أنه هو الذي قام بالحدث، بعضها قد أدى إلى ضرر مباشر بالمريض وكثير من هذه الأخطاء لم يتم الإبلاغ عنها رسميا لأسباب كثيرة ومنها الخوف من العقوبة والمساءلة، وقد طرحت في هذا البحث سبلا لتحسين الخدمة والمحافظة على سلامة المرضى. هذا البحث نال استحسان الأخ الفاضل الدكتور توفيق خوجة المدير التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج الذي قدم لي خطاب شكر في بادرة طيبة، وطلب إرسال نسخة من البحث لتوزيعه على أعضاء المجلس.
وفي الختام هناك مجالات كثيرة لبحوث السلامة الدوائية التي تسعى للمحافظة على صحة وسلامة المرضى، وينبغي أن تدعم هذه البحوث ماليا من قبل وزارة الصحة، وتوفر الكوادر المساعدة والدعم الفني والإداري للباحثين، والتفرغ التام لهذه المهمة.
tobagi@hotmail.com
الأبحاث الصيدلانية في تخصص السلامة الدوائية ينبغي أن تكون أولوية في الفترة المقبلة، وذلك في ظل ما تم تداوله مؤخرا من أحداث مؤسفة عرضت أرواح أناس للخطر، وكان يمكن تلافيها، ببحث الخلل في آلية العمل داخل المنشأة الصحية والدورة الدوائية التي تبدأ أولا بتفكير الطبيب بالأدلة العلمية التي تثبت أن الدواء الذي سوف يوصف لمريضه سيكون في المقام الأول آمنا له في عمره وحالته المرضية وسيعطي أثره الدوائي الفاعل، وانتهاء بصرف الدواء من الصيدلية واستخدامه بواسطة المريض.
تحدث كثير من الأخطاء الدوائية في المستشفيات بسبب عدم التدقيق ومقارنة الأدوية التي توصف للمريض مع الأدوية التي يستخدمها بالفعل، مما قد يؤدي إلى نسيان إعطاء المريض بعض الأدوية المهمة، تكرار الأدوية، أخطاء في الجرعة أو تداخلات دوائية. عملية التدقيق هذه مهمة جدا وينبغي أن تتم في كل دواء جديد يضاف للمريض، أو حين يتم إعادة كتابة قائمة الأدوية، أو يحدث تغير في نوعية الخدمة التي تقدم للمريض أو انتقال المريض لمنشأة أخرى أو تغير الطبيب، هذه الأمور لا بد أن تراجع بواسطة الطبيب والصيدلي، ويمكن أن تكون مجالا خصبا للأبحاث الصيدلانية التي تساعد على تجويد الخدمة المقدمة والمحافظة على سلامة المرضى.
كنت قد أجريت مؤخرا بحثا عن الأخطاء الدوائية والأعراض الجانبية للأدوية في مستشفيات محافظة جدة الحكومية، وتوصلت فيه أن ستين بالمائة من الأطباء والصيادلة والممرضين الذين قدمت لهم محاضرات عن السلامة الدوائية، قد شاهدوا أخطاء دوائية حدثت بواسطة زملائهم في العمل، وبالمناسبة بعضهم أقر أنه هو الذي قام بالحدث، بعضها قد أدى إلى ضرر مباشر بالمريض وكثير من هذه الأخطاء لم يتم الإبلاغ عنها رسميا لأسباب كثيرة ومنها الخوف من العقوبة والمساءلة، وقد طرحت في هذا البحث سبلا لتحسين الخدمة والمحافظة على سلامة المرضى. هذا البحث نال استحسان الأخ الفاضل الدكتور توفيق خوجة المدير التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج الذي قدم لي خطاب شكر في بادرة طيبة، وطلب إرسال نسخة من البحث لتوزيعه على أعضاء المجلس.
وفي الختام هناك مجالات كثيرة لبحوث السلامة الدوائية التي تسعى للمحافظة على صحة وسلامة المرضى، وينبغي أن تدعم هذه البحوث ماليا من قبل وزارة الصحة، وتوفر الكوادر المساعدة والدعم الفني والإداري للباحثين، والتفرغ التام لهذه المهمة.
tobagi@hotmail.com